top of page

في السنوات الأخيرة، عززت عومر هالبرين (*1984، رعنانا، اسرائيل؛ تعيش وتعمل في تل أبيب-يافا). مكانتها كرسامة ذات أسلوب متميز يعتمد على نهج تقليص المواد في الممارسة. تحمل أعمالها جودة غامضة وإحساسًا قويًّا بالمحيط. على غرار العديد من الرسامين الذين يجهّزون اللوحة القماشية بطبقة أولية من الطلاء، عادةً ما تكون من مادة الجيسو البيضاء، تقوم هي بتغطية مساحة الورق بالباستيل الناعم أو الفحم وتنشر مسحوق المادة في مناطق مختلفة حتى يتم الحصول على ركيزة مخملية ذات كثافة متفاوتة. إلا أن القشرة التي تنتجها هالبرين داكنة ولا يتم ضبطها بشكل ثابت، ومنها تعمل على «كشف» ملامح الصورة بلمسة يد واسفنجة مسح.


تطل شخصياتها من الظل، كما لو كانت صورة فوتوغرافية تنجلي في غرفة مظلمة – لا تعتمد على صورة أو تأمل مباشر بموضوع الصورة بل هي متخيلة أو مرتبطة بذاكرة باهتة (أو خلط بينهما). تكشف الشخصيات عن نفسها وتملي شروطها، كما في الحالات التي تتجاوز فيها حدود ورق الرسم وتتطلب أحيانًا إضافة ورقات أخرى أو أجزاء منها. في بعض الأعمال، يبدو أن أنظارنا تتسلل إلى الشخصيات كما لو أنها في منتصف عرض أو رقصة؛ وفي حالات أخرى، يوجهون نظرة إلينا كأنهم يفشون سرًا. تعرض أعمال أخرى عناصر من داخل غرفة من منظور مختلف، على نحو يوحي بحركة المشاهد من حولها. تتجلى حساسية صورها في المعرض حيث الأوراق الحريرية التي تستخدم عادة لتغطيتها وحمايتها، تغطي جدرانًا معينة في صالة العرض.


«عومر هالبرين: صور» هو معرض الرسم الأول في تاريخ المعارض في المركز على مدار 25 عامًا من النشاط. يعود عنوان المعرض إلى مفهوم الصور الذي عفا عليه الزمن، وهو عنوان شامل يُقصد به الصورة المصورة وموضوع الصورة المعلقة على الحائط، ولا يميز هذا العنوان بين الوسائط سواء كانت لوحة أو رسم (أو حتى صورة فوتوغرافية). تتمسك هالبرين بأهمية الرسم مهما كان الأمر، وتصرّ على «معاداة الوقت الراهن» داخل مساحة ملتزمة بعرض الفن الإسرائيلي المعاصر وجلب آخر المستجدات العالمية في الحقل – أو الشوق إليها – يمكن ملاحظة بُعد التحدي في إصرارها. تتأمل صور هالبرين الماضي وتجمع مصادر مختلفة للإلهام التصويري الذي يجمع بين التصوير بالرسم والتجريد معًا. تغلب الكآبة الوجودية على هذه الصور، ويبرز بينها الرسم اليهودي الذي رُسم في الشتات في مطلع القرن الماضي. تعتمد أعمالها على الرمزية والأجواء الروحانية، بالإضافة إلى عناصر غروتسكية التي يمكن تمييزها، من بين أشياء أخرى، في الأعمال المبكرة للرسامين اليهود مثل مارك شاغال، وحاييم سوتين، ومردخاي أردون، ولكنها في الواقع، اُستبعدت من الحداثة الإسرائيلية.


في أيام الانكسار والدمار التي نعيشها، تودّ هالبرين التعبير عن إيمان: الإيمان بقوة الوسيط. الإيمان بميزان الإنسان. الإيمان بقدرة المشاهد على الدخول إلى الرسمة والاستسلام لها، وتتبع حركة الرسمة نفسها من حركة ومفاجأة أو عرضية. وربما لنكتشف أنفسنا من جديد.


«عومر هالبرين: صور» معرضٌ من تقييم تمار مرغاليت وبدعم من توماس روم، Bollag-Guggenheim AG، وصندوق يهوشواع رابينوفيتش للفنون، تل أبيب. شكر خاص لصالة العرض زومر للفنون المعاصرة، تل أبيب / زيوريخ.



الصور


1

عومر هالبرين

2024 ،Since the Age of 7

باستيل ناعم وفحم على ورق ملصق على خشب، 74 × 90 سم

تصوير: ليئات البلينغ


2

عومر هالبرين

يمين

2024 ،No signal, no reception

باستيل ناعم وفحم على ورق ملصق على خشب، 78 × 56 سم

يسار

في الإرسال، 2024 

باستيل ناعم وفحم على ورق ملصق على خشب، 150 × 91 سم

تصوير: ليئات البلينغ


3

عومر هالبرين

يمين

2024 ،Affirmation song

فحم على ورق ملصق على خشب، 76 × 56 سم

يسار

في غرف كثيرة، 2024

فحم على ورق ملصق على خشب، 76 × 56 سم

تصوير: ليئات البلينغ


6-4

«عومر هالبرين: صور»، 2024

صورة للمعرض في CCA تل أبيب-يافا

تصوير: ليئات البلينغ

عومر هالبرين: صور

11 أيار، 2024

14 آذار، 2024

← شراء تذاكر
bottom of page