تجمع أعمال آن سامات (*1973، ملقا، ماليزيا؛ تعيش وتعمل في كوالالمبور ونيويورك) بين التقنيات التقليدية وأساليب التفكير المبتكرة، وتدمج معها مفاهيم الحرفية والإنتاج التسلسُلي. تستوحي سامات جماليّات أعمالها من عالم النسيج، وبشكل خاص من التقنيات التي يستخدمها شعب الإيبان في سراواق، أكبر ولاية من الولايات الثلاث عشرة في ماليزيا، وغالبًا ما تكون نقطة انطلاق أعمالها من نسيج الروطان والغزْل لصنع قاعدة ملونة. يتوازن هذا العمل الدقيق والتأملي مع استخدام وافر للأغراض الجاهزة، وهي عبارة عن أدوات مألوفة في المجتمعات التي رغم بُعدها عن بعضها البعض، تشترك فيما بينها بتغلغل الاستهلاك المفرط فيها. من خلال انتزاع العناصر من استخداماتها الدارجة، مثل الحُلي الزهيدة، والأقنعة المرصعة بالأحجار الكريمة، والخرز، والأحزمة، والشوك، والملاعق، والمفاتيح، والمجوهرات المعدنية، بالإضافة إلى أدوات البستنة، يتم إثراء القاعدة النسيجية بامتدادات زخرفية تُحوّل الأسطح المسطحة المتعددة الألوان إلى عناصر نحتية مبهرة.
تبرز بين أعمال سامات سلسلة تتيح فهم منهجية ممارستها بشكل مباشر وهي سلسلة مستوحاة من الكالامبي، وهو المعطف الاحتفالي الذي يستخدمه شعب الإيبان في ماليزيا وبورنيو والمصنوع من القطن المصبوغ المنسوج. عبر تفسير الكالامبي، تسلط سامات الضوء على الصفات الشكلية التي تميز الملابس، فهي تجمع بين المسطح والنحتي في الوقت ذاته، وتُعتبر بمثابة لوحة فنية (من خلال نقوشها) لكنها ’تتصرف‘ كمنحوتة حين تُرتدى. كما تعكس الملابس مفاهيم الهوية مثل النوع الاجتماعي الجندري والذي يشكل أساسًا مُحرّكًا بالنسبة لسامات. ففكرة تحول العمل من ثنائي الأبعاد إلى ثلاثي الأبعاد، ومن التقليدي إلى المبتكر، ومن المظهر ’الشرقي‘ إلى ’الغربي‘ أو من الذكوري إلى الأنثوي، تُفهم على أنها موقف فلسفي تتخذه الفنانة تجاه التقسيمات الصارمة. ترمز طبيعة المزج في عملها إلى نهج مفتوح يوحي بإمكانية حضور الأشياء هنا وهناك بالتزامن.
يتألف معرض سامات في CCA تل أبيب-يافا من مجموعة من الأعمال الحديثة التي اختيرت خصّيصًا ’لتسكن‘ في المساحة الكهفية والواسعة في صالة العرض في الطابق الأرضي. وفي هذا السياق، يلعب العمل لا تسيروا في ظل أحد (2024) دورًا مركزيًّا؛ فهو عمل أنثروبومورفي ذو تركيب هيكلي يجسد الطبيعة التحوّلية لممارسة سامات الفنية. وفي الوقت نفسه، يُعتبر دمج سامات للتقنيات التقليدية مع الأغراض الجاهزة قناة لنقل رسائل مشفرة حول موضوعات مثل الحب والحماية، والتي تُعتبر محورية لرؤى الفنانة. يُختصر هذا المزيج تمامًا من خلال التوازي بين سيوف الألعاب – رمز فالي يُمثل رمزًا مزدوجًا؛ فهو العدوان والحماية – وإعادة تفسير للـ بُوَا كومبو، القماش الاحتفالي التقليدي الذي تنسجه نساء شعب الإيبان للتعبير عن أحلامهن.
«آن سامات: لا تسيروا في ظل أحد» من تنسيق نيكولا ترتسي. ترتسـي. يقـام المعـرض بدعـم مـن Galila’s (Passion-Obsession-Collection) P.O.C، بلجيـكا؛ مـع شـكر خـاص لمـارك شتراوس، نيويورك.
1-2
«آن سامات: لا تسيروا في ظل أحد»، 2025
صور من المعرض في CCA تل أبيب-يافا
تصوير: هاداس حاي
3
لا مكان للمبتدئين أو أصحاب القلوب الحساسـة #3، 2021
أعواد رطـان، أدوات من المطبـخ والحديقة، خرز، زخارف خزفية، معدنية وبلاستيكية، 266.7 × 127 × 15.24 سم
بإذن من الفنانة ومارك شتراوس، نيويورك
تصوير: هاداس حاي
4
الجمال الغامض 3 (سلسلة سراواق)، 2024
قطن وخيوط صناعية، أعواد رطان مطلية يدويًا، مشط حدائق، أحزمة، غسالام من الفولاذ المقاوم للصدأ، سلسلة PVC، جينز، خرز خشبي، زخارف بلاستيكية ومعدنية، 177.8 × 73.7 × 12.7 سم
بإذن من الفنانة ومارك شتراوس، نيويورك
تصوير: هاداس حاي
آن سامات: لا تسيروا في ظل أحد
–
3 أيار، 2025
6 آذار، 2025