يتسم المنهج الفني الذي يتخذه أوغوستاس سيرابيناس (*مواليد 1990، فيلنيوس؛ يعيش ويعمل في فيلنيوس) بطبيعته الحواريّة وانفتاحه المطلق، وينطلق عادة من التفاعلات المتبادلة مع الأفراد. يخلق أوغوستاس وصلات لعوبة وغير متوقعة بين وضعيات تاريخية فنية لحقبات ما بعد الحرب، ويتضمن هذا حركة النقد المؤسساتي والجماليات العلائقية. وقد تنشأ التفاعلات في أعمال سيرابيناس في حيز المؤسسات التي تدعوه لتقديم أعماله فيها أو بالقرب منها، وقد تكون تفاعلات مع العاملات والعاملين في المؤسسة (Georges، 2014)، أو أطفال عمال سابقين في محطة طاقة نووية مهجورة في ليتوانيا (Vygintas, Kirilas & Semionovas, 2018)، أو جيران مساحة عرض حيث عرض أحد المعارض الفردية التي أنتجها (Phillip, Lukas & Isidora, 2015).

لا يكون الفنان على علم بصورة المعرض النهائية، ولا هو قادر على السيطرة عليها بشكل مطلق، إلا أن ما يقود سيرورة العمل هو رغبة صافية ودؤوبة لاستخدام وتناول الإمكانيات الكامنة في الظروف الروتينية والأغراض اليومية وقدرتها على الوصل والتأثير في العلاقات الشخصية والمشاعر والأحاسيس. لذا، في حين يبدو أن  أعمال سيرابيناس لها طبيعة متباينة، إلا أن سيرورة عمله هي بحث متماسك في منطق النحت الداخلي بوصفه لغة تتنقل بين النصب التذكارية والأعمال التركيبية التفاعلية.

وبعد أن أجرى الفنان لقاءات عدة مع طاقم CCA تل أبيب-يافا، سيتكون مشروعه في المركز من ثلاثة عناصر. الأول هو مجموعة جديدة من المنحوتات، نُحتت إثر لقاء الفنان بديانا شوئيف، وهي مديرة الإنتاج في المركز لأكثر من 20 عام. تعرف الفنان على هوايات ديانا ورغباتها من خلال عدة محادثات أُجريت عن بُعد، وابتكر إثر هذا التواصل ثلاث مزهريات سيتم صناعتها على يد حرفيين محليين، وقد استوحيت من ثلاثة مجسمات للفنان الإسرائيلي إوهاد ميرومي سبق وأن عُرضت في معرضه «منتجع» الذي استضافه المركز في 2015، والمعروضة اليوم بجوار شباك المكتب الذي تعمل فيها ديانا.

العنصر الثاني الذي يقدمه المعرض هو نسخة جديدة من العمل كرسي للمراقب (أزرق سماوي)، وهو عمل عُرض للمرة الأولى في بينالي البندقية في عام 2019 بتنسيق رالف روغوف، وعُرض مرة أخرى في «السماوات المفتوحة»، معرض في مساحة خارجية تم تكليفه من قبل بلدية تل أبيب - يافا ونسّقه آفي لوبين. وبمناسبة تنسيق المعرض الجديد، سيحيي طاقم CCA تل أبيب-يافا هذا الكرسي من خلال الجلوس عليه خلال ساعات الدوام، فيتحولون بذلك إلى «مراقبين» لمساحة العرض، وهي مساحة لا تخضع للمراقبة عادةً. أما العنصر الثالث في المعرض فهو فتح نافذة ينبعث منها ضوء النهار إلى جوف مساحة العرض، بهدف تعريض النباتات في المزهريات للضوء حتى تمر بعملية التمثيل الضوئي.

«أوغوستاس سيرابيناس: ديانا» معرض من تنسيق نيكولا ترتسي وبار غورين.

رافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، جولات في العبرية في 10 تموز، في العربية في 21 اب وفي الانجليزية في 28 اب

يقام «أوغوستاس سيرابيناس: ديانا» بدعم من المركز الثقافي الليتواني؛ تلقى المعرض دعم اضافي من قبل APALAZZO Gallery في بريشا، إيطاليا، Emalin في لندن، ولوكا بومباسي.

ألصور:

1 - 4

«أوغوستاس سيرابيناس: ديانا»، 2021

صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا