أعمال إنريكي راميريز سياسية وشعرية الطابع في الوقت ذاته. تشكّل أعمال راميريز (مواليد 1979، سانتياغو دي تشيلي؛ يعيش ويعمل بين باريس وسانتياغو دي تشيلي) انعكاسًا فريدًا لأحوال الإنسانية الراهنة، مردّدة مفهوم الذاكرة والهجرة والانتقال بين ولايات وحالات مختلفة – حالة المزاج، وضعية الأمور، حالة جيوسياسية – وحركة دائمة. لمعرضه الفردي في مركز الفنون المعاصرة تل أبيب، يقدم الفنان ثلاثة أعمال كردّة فعل على المساحة الكهفية التي تطغى على الطابق الأرضي في المركز.
جاذبية [La Gravedad] عملٌ تأملي يجسد نهج الفنان التفكيري وتوجهه الشاعري لموضوعَين من بين مواضيع اهتمامه: الاختفاء والغياب. لهذا العمل، استخدم راميريز قطع ورق صغيرة الحجم، بيضاء اللون دون نقوش، والكثير من الخطابات الممسوحة، تحوم وتدور في سماء قاتمة، دون أي إشارة للوقت أو المقاييس. وكما المنشورات السياسية التي تعرّضت للمسح، والتي تحمل ذاكرة مكتومة لخطاب عفا عليه الزمن، تبدو المقصوصات مسكونة بحياتها الخاصة: تتحرك برشاقة في تيار هواء أو ماء، حيث تحملها إلى مكان ليس بوسعنا أن نراه. يحيي العمل ذكرى أحداث درامية جسيمة من تاريخ أمريكا اللاتينية، وعلى وجه الخصوص في التشيلي. يجسد العمل الكلمات الضائعة التي لم يتفوه بها الغائبون، والأفكار المنسية، والخطابات التي تُركت معلقة. تُعرض القصيدة التي تحمل عنوان العمل على شاشة يبثها مسلاط ضوئي، وتنقل المعنى الحرفي والمجازي لعنوانها؛ بكلمات أخرى، هي قصيدة تأملية تتأمل الشعور بالجاذبية: ذاك الشعور الذي يجعل الأشياء تتساقط وبهاء الأشياء ذاتها.
مشروع الريح [Wind Project]، عملٌ أنتج خصّيصًا من أجل المعرض، ويعرض هرير الريح الفعليّ في مكانَيْن مختلفَيْن هما تل أبيب وغزة. يتم تحويل سرعة الريح في كل موقع إلى تركيبات صوتية بواسطة منظومة محوسبة، حيث تتغير هذه الأصوات وفق تطورات حالة الطقس. وهكذا، تتحول الريح إلى أداة، تقسيم، تركيبة صوتية، حيث يتم تشغيلها كموسيقى للعمل جاذبية. تشير لافتة النيون التي تضيء فيها جملة «What Will We Do…» إلى قصيدة «من أنا، دون منفى؟» (1999) للشاعر الفلسطيني محمود درويش. تسائل هذه الجملة المنزوعة عن سياقها فكرة الاختيار والحرية البشرية، وهي بالأساس انعكاس لأفكار النزوح والحدود والهوية.
ومكرّرًا صدى فيلم جاذبية، يدعو العمل إلى النظر نحو المسؤولية البشرية على مدار التاريخ من منظور شاعريّ. تعرض في الطابق الأرضي مجموعة من أفلام راميريز – نسمة [Brisas]، عبور الجدار [Cruzar un Muro]، امدح البحر وابقَ على اليابسة [Lauso la mare e tente’n terro]، قصة بلا مصير [Una historia sin Destino]، الذاكرة الخضراء [La memoria verde]، ورجل بلا صورة [Un homme sans image] – تعرض في مساحة سينمائية الطابع وهي صالة العرض مارك شيمل متعدد الاستخدامات.
«إنريكي راميريز: ما سنفعله…» هو معرضٌ من تنسيق القيمة الزائرة ماري غوتيير.
ترافق المعرض مواد مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، وجولات في الانجليزية في 12 آذار، بالعربية في 5 آذار، وفي العبرية في 26 شباط وفي 19 آذار، اضافة الى حلقة نقاش في 3 شباط وحديث مع الفنان في 10 آذار.
يقام معرض «إنريكي راميريز: ما سنفعله…» بدعم من IL.Collection, Fondation Pluriel pour L’Art Contemporain والمركز الثقافي الفرنسي في إسرائيل.
الصور
1-4
«إنريكي راميريز: ما سنفعله…»، 2022
منظر المعرض في CCA تل ابيب-يافا
إنريكي راميريز: ما سنفعله…
–
18 آذار، 2022
19 كانون الثاني، 2022