ينتج جونثان مونك (*1969، ليستر، بريطانيا؛ يعمل ويسكن في برلين) أعمالًا فنيّة متجذّرة في آلية معالجة مسليّة للفنون العصريّة وتتمحوّر أساسًا حول بعض الحركات الفنيّة من ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مثل الفنون المفاهيميّة، الفنون التقليليّة وآرتي بوفيرا. في سيرورة متواصلة من البحث، إعادة الاكتشاف، الاستملاك وإعادة تأويل أعمال فنانين مثل جون بلدساري، سول ليفيت وأليغييرو بويتي، يحثّنا مونك على التفكير في أعمال اعتدنا تقديرها، مثلما يفعل الفنان نفسه، أعمال تبدو لنا مألوفة جدًا، ولكن في نسختها الحاليّة، يبدو لنا أنّها غريبة تمامًا. هذا الشعور المتناقض ينبع ظاهريًا من قناعتنا المترسّخة بأنّنا نعرف ما نرى، ولكن ليس بالضبط: ما نراه قد يكون مماثلًا للشيء نفسه، أو شيئًا آخر تمامًا. في أعماله الساخرة والنابضة بالحياة، استخدم مونك وسائل مختلفة، ولكن معالجته واهتمامه باللاعبين وبالعناصر التاريخيّة والمعاصرة – أعمال فنيّة، فنانين، مشاهدين، أمناء معارض، أمناء صالات فنون وهواة جمع الأعمال الفنيّة – في مجال الفنون لا يتغيران. يدعو مونك المشاهدين لتفعيل معرفتهم السابقة، ذاكرتهم وإلمامهم بهذا المجال، على سبيل المثال، في الأعمال القائمة على التمثال الأيقوني لجيف كونس أرنب (1986) أو على السلسلة الأسطوريّة لمارتين كيبنبيرغر «عزيزي الرسام، ارسم من أجلي» (1981).
معرضه الفرديّ في مركز الفنون المعاصرة تل أبيب-يافا سيُخصّص للنسخة الجديدة، والسادسة، للمعرض الذي يقدّمه مونك بصيغ مختلفة منذ 2016 في معاقل فنيّة مختلفة: Kunsthaus Baselland، جاليري نيكولاي فالنر، كوبنهاغن (2016)، VOX، مونتريال [2017]، مركز KINDL للفنون المعاصرة، برلين (2019) وغرفة المراحيض في جاليري كيسي كابلان، نيويورك (2019).
ولدت فكرة «نموذج عرض» من رغبة الفنان في عرض تأويل جديد للأطار المُعتمد لتقديم ووصف المعارض الفنيّة، ومن قيود متعلّقة بالميزانية. لذلك، قرّر الفنان تحويل معرض مكوّن من أجسام بحتة إلى عمل إنشائيّ مكون من صور ثنائية الأبعاد، المصنوع على شكل ورق جدران، والذي يستعرض صورًا من معارض سابقة له. ورق الجدران الذي يغطي جميع الجدران في فضاء العرض يذكّرنا بنموذج معرض ممنهج. ولكن بما أنّه قائم، حرفيًّا ومجازيًّا، على مفهوم الانعكاس، يبدو معرض «نموذج عرض» مجرّد نموذج. بذلك، فهو يخلق ملتقى مُربك ومحيّر مع الصور. هذا المقترح يجلب إلى الحيز الماديّ تجربة مماثلة لتلك التي يخلقها اليوم الحيّز الافتراضيّ الإنترنتيّ، حيث يبحث عدد متزايد من الناس عن معارض لا يمكنهم زيارتها بأنفسهم.
في النسخة «البرلينيّة» للمشروع نموذج العرض أربعة – والضيوف المدعوون، التي عرضت في مركز KINDL للفنون المعاصرة، أضاف مونك إلى ورق الجدران أعمالًا من مجموعته الخاصّة. على غرار ذلك، فإنّ «نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب» سيشمل أعمالًا وقطعًا فنيّة اختارها الفنان والقيّم معًا بإلهامٍ من مصطلح الـ «نموذج» – الذي يحمل معاني مختلفة. في الصيغة الجديدة، لا يتابع الفنان ما بدأه فحسب، بل يدمج أيضًا بين مشاريع سابقة وأخرى مستقبليّة، وبين وجهات نظر مختلفة من مجال الفنون، ليقدّم لنا مزيجًا مركّبًا يخلق جدلًا حول قضايا متعلّقة بالتأليف والأصالة والابتكار.
«نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب» معرضٌ بتنسيق نيكولا ترتسي.
سترافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، حوار مع الفنان في 12 كانون الأول، جولات في المعرض بالانجليزية في 28 كانون الأول و1 شباط، حوار مع الفنانة ليؤورا كابلان في 2 كانون الثاني، محاضرة في العبرية لـ كريستوف بوتا وميلاني سكارجليا في 8 كانون الثاني، حوار بين فيليب كوهين ونيكولا ترتسي في العبرية في 16 كانون الثاني، ومحاضرة في العبرية لـ إينيس غولدباخ في 29 كانون الثاني.
«نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب» بدعمٍ من المجلس الدوليّ.
رافق المعرض افرودة باللغة العبرية، العربية والاجليزية.
ألصور
1
«جونثان مونك: نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب»، 2019-2020
صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا
تصوير: إيال اغيفايف
2
«جونثان مونك: نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب»، 2019-2020
صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا
تصوير: إيال اغيفايف
3
«جونثان مونك: نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب»، 2019-2020
صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا؛ العمل المصوّر لـ سالفو (على الحائط) مستوحى من الخيزران والنمر لـ اوغاتا كورين (على الارض)
تصوير: إيال اغيفايف
4
«جونثان مونك: نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب»، 2019-2020
صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا؛ الاعمال المصورة لـ روبرت فيليو (على الحائط) ولويس لولر (انعكاس)
تصوير: إيال اغيفايف
جونثان مونك: نموذج العرض ستة – نسخة تل أبيب
–
31 كانون الثاني، 2020
11 كانون الأول، 2019