تتجذر ممارسة دانييل سيلڤر الفنية (*1972، لندن حيث يعيش ويعمل) في تقاليد النحت واهتمامه الكبير في تشكيل الهيئات، وتقدم تفسيرات راهنة فريدة للغة بصرية قائمة منذ مئات السنين. تعود نقطة انطلاق المعرض «الجوقة والطاولات السائرة» إلى مجموعة تماثيل جنائزية نُحتت من الحجر الجيري الناعم من القرن الثالث، من العصر اليوناني-الروماني، عُثر عليها في بيسان وتُعرض في المعرض الدائم لجناح علم الآثار في متحف إسرائيل. زار سيلڤر، الذي ترعرع بنفسه في القدس، المتحف مرات عدة، وغادره مع تأثيرات قوية تركتها معه هذه التماثيل، حتى أصبحت موادًا مرجعية لها مكانتها في لغته الفنية.
في فصل ممارسات سيلڤر الفنية الأخيرة، تندمج التأثيرات من اليونان القديمة والفن الحديث والنظريات النفسية التحليلية، بينما يواصل التمعن في تأثيرات الجسد المادية والنفسية وتمثيلاته. الأعمال التي صُنعت باستخدام طين الخمار غير المصقول وقد دُهنت بألوان زيتية تظهر كـ «تذكارات مجتزأة»، كما لو أنها استخرجت من تنقيب أثري ميتافيزيقي. وفي ذات الوقت، تبدو هذه الشخصيات المنحوتة كما لو أنها بُعثت للحياة بفضل دهنها بألوان الزيت. عبر هذا القرار الفني، يدمج سيلڤر بين لغتين بصريّتَيْن تطورت كل على حدى لمئات السنين حيث فصل بينهنّ سوء فهم تاريخي. على الرغم من كيفية العثور على التماثيل اليونانية العتيقة أو تفسيرها على مدار التاريخ، خصوصًا في عصر النهضة والعصر النيوكلاسيكي، نعرف اليوم أن هذه التماثيل دُهنت في الماضي بألوان زاهية، وهي حقيقة جوهرية يعيد سيلڤر إبرازها في أعماله.
في مجموعة أعماله الجديدة التي أنتجها سيلڤر خصّيصًا من أجل هذه المعرض، يواصل الفنان اهتمامه بتمثيل الشخصية البشرية والحداثة بينما يؤكد بالتوازي عُمْق ارتباطه بالمكان الذي لعب دورًا رئيسًا في تطوره. يمنح هذا المعرض معانٍ جديدة لعبارة «متعلق بالمكان / متلاءم مع الحيز»، حيث يُشار فيه إلى موقع جغرافي أو مكان ومسكن قابع في ذاكرة الفنان، وفي ذاكرة الأشخاص الذين تواجدوا في فضاءه.
يتبنى سيلڤر الكلمة اليونانية القديمة «كوروس» [χορός] - المأخوذة من المأساة اليونانية ومعناها المستخدم في أيامنا هو «الجوقة» أو مقطع الأغنية المتكرر، ويستخدمها الفنان لتعريف حالة أحلام اليقظة، حالة أن تكون جزءًا من مجموعة غنائية يتم قطعها عبر اتخاذ قرار فردي بالانسحاب وتغيير اتجاه المسير والاستمرار بمفردك «لتغني أغنيتك الخاصة».
«دانييل سيلڤر: الجوقة والطاوالت السائرة» معرض من تنسيق نيكوال ترتسي وبدعم من وندي فيشر وصندوق كيرش، سوزي شماه، Gallery Street Frith ،لندن، وعونجي وداني اونجر. دعم اضافي من قبل إيريس ريفكيند بن تسور وعيران بن تسور. الاستضافة برعاية صندوق آوتست للفن المعاصر.
الصور
«دانييل سيلڤر: الجوقة والطاوالت السائرة،» 2022.
صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا.
تصوير: دانييل حانوخ
دانييل سيلڤر: الجوقة والطاولات السائرة
–
21 كانون الثاني، 2023
24 تشرين الثاني، 2022