خلقت رونا يفمان منذ منتصف التسعينيّات مجموعة أعمال متعدّدة الطبقات - دامجة بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتركيب والنصّ والصوت - تركّز على شخصيّات تصفهم الفنّانة بأنّهم «يجسّدون إمكانيّة الحريّة». أثمر التعاون طويل الأمد بين يفمان ومواضيع أعمالها عن تمثيلات معقّدة متأرجحة بين الوثائقي والخيال، والشخصي والاجتماعي العام؛ ساعون معًا للكشف عن واقع جديد متحدٍ للأعراف المتجذرة.

تركّز مجموعة أعمال يفمان الجديدة، والمعروضة لأوّل مرّة في CCA تل ابيب يافا، على شخصيّة نتيڤا بن يهودا: مقاتلة سابقة في البلماح، وفي سنوات لاحقة، كاتبة ومحرّرة قواميس وأيقونة ثقافيّة لاذعة اللسان. تقدّم قصّة حياة بن يهودا (1928-2011) وجهة نظر بارزة ومغايرة للرواية الوطنيّة الصهيونيّة، وتعقّد هذه الرواية من عدّة نواحي: منذ سنواتها الأولى التي عملت بها قائدة في سرايا البلماح، كونها إحدى النساء القليلات اللواتي أُرسلن للقتال في الخطوط الأماميّة عام 1948، حتى معاناتها من أزمات ما بعد الصدمة والإحباط الفظيع، بالإضافة إلى كتاباتها الحادّة التي لم تتنازل فيها عن «جميع التفاصيل الصغيرة» كوسيلة لكشف النِفاق ومغافل التاريخ. في العقد ونصف العقد الأخيرين من حياتها، أصبحت بن يهودا شخصيّة إذاعيّة بارزة وصل برنامجها «نتيڤا تتحدّث وتصغي» إلى مكانة تشبه العبادة كنوع من كبسولة زمنيّة إسرائيليّة. تحدّثت بن يهودا إلى مستمعيها في برنامجها المسجّل في ساعات ما قبل الفجر «فقط في أمور جيّدة» أثناء تشغيل أغانٍ صهيونيّة من الفترة التي سبقت قيام الدولة.

بين الأعوام 2006 و2010 وثّقت الفنانة ما وراء الكواليس في البرنامج الإذاعي، وصوّرت نتيڤا التي سمحت لها المكوث بجوارها لساعات طويلة. من خلال نظرة رونا الشخصية، تُرسم شخصية نتيڤا المؤقتة والتي لا تتكرر، شخصية أدائية ترتدي اللون الأرجواني الأزلي، مثل «كبيرة القوم» لا تبالي بالالتزام، لها حضور أخّاذ وقوة بارزة وحسّ فكاهي من جهة، ومن جهة أخرى منغلقة وهشة. يتجلى بورتريه نتيڤا سيدة الراديو على صورة كولاج متعدد الطبقات مؤلف من صور فوتوغرافية، نصوص، فيديو وصوت تلتقي جميعها بين التوثيق الشخصي وبين الأرشيف التاريخي، بين أصوات الماضي المفزوع وبين برنامج إذاعي يتناولون فيه «فقط الأشياء الجيدة».

«رونا يفمان: راديو نتيڤا» معرض من تقييم تمار مرغاليت.

رافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، جولات في العربية في 14 أيار، في الانجليزية في 21 أيار، في العبرية في 2 نيسان، في 13 أيار وفي 28 أيار، حوار بين الفنانة وقيّمة المعرض في 28 نيسان، مختبر السبت للاطفال بإرشاد عيدن بانيت في 30 نيسان وحلقة نقاش مع الفنانة في 11 تموز.

حظي المعرض «رونا يفمان: راديو نتيڤا» بدعم من مجلس ميفعال هبايس للثقافة والفنون، وصندوق عائلة ميتزي ووارن أيزنبيرغ، وصندوق عائلة أوستروڤسكي (OFF) كما وحاز على دعم إضافي من Bollag-Guggenheim AG، نتالي مامان كوهين وجان دانيل كوهين، وSommer Contemporary Art صالة العرض التي تمثل رونا يفمان، وأولئك الذين يفضلون عدم الكشف عن هويتهم. الفنانة حائزة على جائزة البحث المقدمة من معهد هداسا براندايس في عام 2015.

الصور

1

نتيڤا مصغية، 2007 [مصوّرَة] / 2022 [معروضة]

صورة بالأسود والأبيض، 160 × 240 سم

بإذن من الفنانة وSommer Contemporary Art، تل أبيب / زيورخ

3-2 / 6

«رونا يفمان: راديو نتيڤا»، 2022

منظر المعرض في CCA تل ابيب-يافا

تصوير: إيال أغيفايف

4

ليدي الراديو (النسخة القصيرة)، 2022

فيديو ملون مع صوت، 20 دق

بإذن من الفنانة وSommer Contemporary Art، تل أبيب / زيورخ

5

نتيڤا في البيت، 2010 [مصورة] / 2022 [معروضة]

طباعة في الحبر داخل صندوق مضيئ، 100 × 150 × 3 سم

بإذن من الفنانة وSommer Contemporary Art، تل أبيب / زيورخ