top of page

أعمال عيليت أزولاي (مواليد تل أبيب، 1972؛ تعيش وتعمل في برلين) خالية من العناصر العبثية كما أنه لا يمكن حصرها في مجال تصوير الفوتوغرافي بمعناه البسيط والمباشر. اُختيرت العناصر ووُضعت في تشكيلات الصور بعناية حتى أكثر هذه العناصر عادية مثل ذرات الإسمنت أو الغبار. تؤلف أزولاي صورًا مركبة لها طبقات عدّة مكونةً بالتالي زاوية مشوّهة تكشف عن طبقات الزمن والفضاء المتعددة. في أعمال أزولاي المثقلة بالمواد، يتقاطع التاريخ المادي للموقع باللحظة الراهنة على نحو يحفظ هيئة الأيادي الخفية التي شغلت دورًا أساسيًّا في صياغة لحظات التاريخ المهمة وتم تغافلها فيما بعد.


«حول السكوت» معرضٌ فردي لعيليت أزولاي يستضيفه مركز الفنون المعاصرة تل أبيب يجمع فيه نتاج ممارسات الفنانة الفنية والبحثية خلال الثماني سنوات الأخيرة. تشتهر أزولاي باستخدامها صورًا كبيرة الحجم ودقيقة الجودة تصنع منها تكوينًا سورياليًّا. تستخدم أزولاي تقنيتها الفريدة في صياغة فهرسة بصرية لعملية ترميم مبنى بطراز العمارة الوحشية في شمال إسرائيل، وتكشف بالتالي عن طبقات التاريخ المعقدة.


شُيّد المبنى في عام 1968 على يد يعقوب ريختر ليكون منزل نقاهة للعمال. تم تحويل المبنى الذي حاز على جوائز لكونه تحفة معمارية وحشية إلى فندق فاخر له طابع فني. ومع ذلك، بعيدًا عن كونه تجسيدًا ماديًّا لانتقال الاقتصاد الإسرائيلي من الاشتراكية إلى الرأسمالية، ينمّ المبنى عن ماضٍ خفيّ: اُستخدم ليكون معسكر استجواب للجنود الإسرائيليين الذي وقعوا في الأسر في حرب يوم الغفران في عام 1973، حيث تم استدعائهم لتقديم الإفادات بعد عودتهم. أُجبر البعض منهم على أخذ عقاقير قوية المفعول دفعتهم إلى استعادة لحظات الصدمة التي واجهوها خلال الحرب. (تم توثيق هذه الجلسات العلاجية في فيلم سوزان سونتاغ، أرض الميعاد (1974)، ويظهر المقطع المذكور في المعرض). ولخلق نطاق رؤية أوسع، تتعاون أزولاي مع الفنان جوناثان تويتو، المحققة رينانا مور، المختصة اللغوية جيني بيرجر، مصمم الدراما نير شاولو، مديرة أستوديو الفنانة إلينور دارزي، والكاتبة والمحللة النفسية عاميا لايبليخ، إضافة إلى إجراء المقابلات مع عشرات أسرى الحرب.


بعد أن أقسموا على السرية التامة لمدة 18 عام، ألهمت تجربة أسرى الحرب بتعرضهم للإسكات والخضوع لواقع مزدوج تصميمَ المعرض واستخدام مفتاح الكروما (أي الشاشة الخضراء). تم تغطية جدران وأرضية إحدى صالات العرض اللون الأخضر لتكون مفتاح كروما، مساحة خالية لا توحي بشعور الفضاء، وهي طريقة تعرّف نطاقًا ذهنيًّا يستعصي تخيّله، وهو النطاق الذهني الذي غرق فيه أسرى الحرب السابقون لسنوات من الصمت والقمع.


ومن أجل توسيع النقاش حول الموضوع، تم تنظيم برنامج عام بالتعاون مع أزولاي، ويشمل البرنامج حوارًا مع الفنانة (باللغة العبرية) في 21 شباط، جولة مع قيّم المعرض في 9 آذار و13 نيسان (باللغة العبرية والإنجليزية)، حلقة نقاش بعنوان «آليّة الإسكات» تشارك فيها شيراز غرينباوم، إيلانا هامرمان، وماشا زوسمان (باللغة العبرية) في 20 آذار، عرض فيلم فيلم عربي، ويتبعه نقاش مع المخرج إيال ساغي بيزاوي (باللغة العبرية) في 2 نيسان، ومحاضرة لأورس ستاهيل بعنوان «في مدح القراءة والكتابة البصرية» يتبعها حوار مع الفنانة في 11 نيسان.


«عيليت أزولاي: حول السكوت» معرضٌ من تنسيق حين تامير. يرافق المعرض دليلًا باللغة العبرية والعربية والإنجليزية. أُقيم المعرض بدعم من مجلس ميفعال هبايس للثقافة والفنون، أرتيس، وBUILDINGفي ميلانو. حاز المعرض على دعم إضافي من صالة العرض برافيرمان في تل أبيب، ليلي إلشتاين، شالوم شبيلمان وبرو هيلفيتيا.


ألصور


3-1

«عليت أزولاي: بخصوص الصمت»، 2019.

صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا

تصوير: إيال أغيفايف

عيليت أزولاي: حول السكوت

17 نيسان، 2019

20 شباط، 2019

← شراء تذاكر
bottom of page