يسرّ مركز الفنون المعاصرة تل أبيب أن يعلن عن إقامة معرض فردي للفنانة إيلا ليتويتز (*1982، حيفا، تعيش وتعمل في تل أبيب-يافا). تعاين إيلا في ممارساتها الفنية قضايا تتشكل من خلال المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي، وتقوم بهذا عبر الاستحواذ والتلاعب بعناصر عينيّة متعلقة بالأرض. يندرج من بين محاور ممارستها الفنية اهتمامها برغبة الرجال المستمرة بخلق أيدلوجيات الهيمنة عبر رسم الحدود وتعيين خطوط التماس، ليسيطروا بالتالي على الطبيعة وعلى التربة المتحركة. تقوم ليتويتز باستنساخ واستلاف وإعادة صنع الأعمال اليدوية ذات المعاني السياسية، وتصبّ اهتمامها في بحث المرجعيات الثقافية لأصناف معيّنة من النباتات، لتكشف عن الآليات الكامنة وراء تشكيل الهوية القومية، والحدود، ومنظومات الاعتقاد بشكل عام.

طُوّرت الأعمال المعروضة خصّيصًا في إطار معرضها الفردي «درجة عالية من اليقين» في مركز الفنون المعاصرة تل أبيب وقد أُنجز بحثها في رحلات متكررة إلى مواقع حدودية بين إسرائيل والأردن، في المقطع الجنوبي من نهر الأردن، في موقع تصادم صدعَيْن تكتونييّين. الموقع الرئيسي الذي ارتادته الفنانة في رحلاتها للمنطقة هو قصر اليهود، ويُعتقد أنه الموقع الذي اجتاز منه العبرانيون نهر الأردن إلى أرض كنعان خلال تيههم الذي امتدّ إلى أربعين عام. ووفق المعتقدات المسيحية، هو الموقع الذي عَمّد فيه يوحنا المعمدان يسوعَ المسيح. بعد احتلال المنطقة في عام 1967، ونظرًا لأحداث التسلل والمطاردات التي وقعت في المنطقة، تم إغلاق المكان كليًّا من قبل الجيش الإسرائيلي وزُرعَ بالألغام. ينبع اهتمام ليتويتز في قطعة الأرض هذه لكونها ملتقى للأديان والجغرافية والسياسية، إضافةً إلى أنها ملتقى للماء والتربة والسماء. هذا المقطع هو مشهد طبيعي يحدد معالمه بمفرده من حيث الأساطير والمعتقدات ومن خلال التحولات الجسيمة التي طرأت فيه. تردد أعمال ليتويتز صدى السرديات التوراتية والسرديات الحديثة على حدّ سواء المرتبطة بهذه المناطق، وتقدم لنا نماذج عدة تدور حول الانتقال، والتجلي، وتَشكُّل البنى السياسية عبر ممارسات مرتبطة بالإيمان.

تصنع ليتويتز قوالبًا برونزية على شكل نباتات سريعة الزوال وكتل تربة، وتقدم من خلال هذه القوالب تعقيبًا على استحالة تثبيت المفاهيم والبديهيات المتعلقة بالظواهر الطبيعية والبنى الثقافية؛ تزيل الفنانة الأغراض الرمزية المأخوذة من الموقع المذكور، وتشدد بهذا على القيم الثقافية والسياسية التي اكتسبتها هذه الأغراض، مفرّقةً بين «المفهوم»، وبين تجسيدات الغرض المادية، وتشكك بالتالي بالهيمنة التي تفرضها هذه المفاهيم.

في عالم ليتويتز، يُحدَّد مجال العمل بواسطة الأغراض الفنية المعروضة أمامنا وبواسطة غيابها وانتزاعها من موقعها الأصلي على حدّ سواء. حجارة المسالك ومثلثات القصدير التي تنبّه من حقول الألغام، والعوامات التي وُضعت لتعيين الحدود بين إسرائيل والأردن، براميل اُستخدمت لتعيين مجالات إطلاق النار، وكتب احتلت مساحات في رفوف الناس، كل هذه عناصر تثير الذكريات الفردية والجماعية. تستخدم الفنانة هذه الذكريات للخوض في مفاهيم الإيمان والخضوع الأساسية التي ذوّتناها، وتنتهز الفرصة لفحصها واستجوابها. عندما يُزال غرضٌ من موضعه، يخلّف وراءه فجوة؛ أينما وُجد حدّ أو جدار، هناك دائمًا «جهة أخرى»؛ أينما وُجد مسارٌ محفوف بالإشارات، هناك أيضًا مسارٌ دون إشارات، مسارٌ لا يصلح للسير. الرفوف الفارغة، والمسارات الخالية من الإشارات والحدود المنتزَعَة هي البدائل. الحقائق على أرض الواقع تافهة لا جدوى لها، لا يُصنّف اليقين إلى درجات، بل هناك منظومات للاعتقاد، تمامًا كما هو عليه الحال في الفن.

«إيلا ليتويتز: درجة عالية من اليقين» معرضٌ من تنسيق سيرجيو إدلشطاين.

ترافق المعرض مادة مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، جولات في العبرية في 8 أيار و5 حزيران وحلقة نقاش من تسيير إدلشطاين في 14 حزيران.

«إيلا ليتويتز: درجة عالية من اليقين» بدعم من Harlan Levey Projects، بروكسل، Cøpperfield، لندن، وصالة العرض Alexander Levy، برلين. إضافةً إلى دعم من مارك شتراوس. شكر خاص لأفيام أتار ويوئاف آري.

رافق المعرض كتاب شامل باللغة الإنجليزية،  بالتعاون مع .S.M.A.K في غِنت، وسيُنشر عبر دار النشر Mousse.

ألصور

1/4

«إيلا ليتويتز: درجة عالية من اليقين»، 2021

صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا

تصوير: إيال تاغار

2

هذا الخط، 2020

شظايا من الحد العائم ما بين إسرائيل والأردن، ومقتطف من معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية، صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا

بلطف من الفنانة، Harlan Levey Projects، بروكسل، Cøpperfield، لندن، وAlexander Levy، برلين

تصوير: إيال تاغار

3

حدود الأرملة، 2020

ستّة قالب برونز على شكل عشبة الطيون، صورة من العرض في CCA تل أبيب-يافا

بلطف من الفنانة، Harlan Levey Projects، بروكسل، Cøpperfield، لندن، وAlexander Levy، برلين

تصوير: إيال تاغار