top of page

تبحث أعمال ليؤورا كابلان (*1974، هرتسليا؛ تعيش وتعمل في تل أبيب) النحتية العلاقة بين ثقافة البوب المعاصرة والشامانية والبدائية، بينما تطرح منظورًا جديدًا لمفهوم الاستيلاء عبر استخدامها للأغراض الجاهزة [readymade objects] التي تحمل أهمية ثقافية عالية وتمتاز بختم صانعيها. تعمل الفنانة على «تعدين» ما هو رمزي عبر استخدام مجموعة من الأغراض صنعتها ثقافات وحضارات مختلفة. بكلمات أخرى، يجسد عملها إمكانية إضفاء معنى شخصي على الرموز ويسلط الضوء على دور الزمان والمكان كشرطين أساسيين لحدوث مثل هذه العملية.


تربط كابلان باستمرار بين ما تجمعه وبين ما تستولي عليه من أغراض جاهزة محوّلةً إياها إلى عناصر نحتية جديدة، مولّدةً بذلك لغة مشفرة ببراعة تسمح للمشاهد أن يكوّنوا تفسيراتهم الذاتية حول الأعمال، وتثير شعورًا غريبًا ومألوفًا في آن. عبر موضعة الأغراض الجاهزة والعناصر الجديدة والأسطح المتعددة ومُختلف التقنيات في مساحة العرض، تقدّم كابلان مكانة تكريمية لتاريخ الحِرَفيّة، ومن خلال الاستيلاء على هذه الأغراض تنشئ مقامات مفاهيمية تحافظ على إرث أسلافها من الحرفيين، وهم أفراد عادةً ما يظلون تحت خانة «صُنّاع بلا اسم».


في عام 2019، بدأت كابلان بصنع سلسلة من المنحوتات الطوطمي تدمج فيها بين العناصر التي عُثر عليها في بداية القرن العشرين وبين العناصر الأصلية، بعضها صُنع على يد الفنانة وبعضها الآخر صنعته أيادي حرفيين. اُستلهمت هذه الأجساد العمودية رسميًّا من رسومات تاريخية للنوافير، وكما عرّفتها الفنانة، هي «صور أساسية توثق عملية التغيير، حيث تنساب فيها إمكانيات التدفق اللامتناهي». الأغراض الجاهزة التي عُثر عليها وتُعرض في هذا العمل هي قطع أيقونية من الخزف الإسرائيلي، مفعمة بالذكريات الشخصية والجماعية من الحرفيين الذين صنعوها والأفراد الذين امتلكوا القطع على مدار عقود، من السياق الجغرافي والتاريخي الذي صاغ صُنع هذه القطع وحتى الأيديولوجية الثقافية التي نفحت تصميمها.


وبمناسبة إقامة معرضها الفردي في CCA تل ابيب-يافا، جمعت كابلان بين قُوّتين: فمن جهة، يشيد معرضها بفصل استثنائي في تاريخ الفن والحرف الإسرائيلي، مردّدًا صدى التجارب المتصلة بهذه العقود ولمست كافة الطبقات الاجتماعية. ومن جهة أخرى، يسلط عملها الجديد الضوء على أشكال التناقض للـ «حرفي والمفاهيمي»، أي ما يتقن الحرفة دون إخضاعها لتقنية الصنع، متّبعًا ممارسات عقلية ومفاهيمية تأخذ بعين الاعتبار الدور البارز لحاسة النظر وجودة لمس الأسطح وقوة الأشكال الحسية. وأخيرًا، تحمل الفنانة هذه الثنائية من خلال حسّ فريد بالمرح مما يمنح عملها مكانة خاصة في سياق إسرائيل وفي السياقات الفنية المعاصرة الراهنة.


«ليؤورا كابلان: عن طبيعة الوجود المعقدة»، معرض من تنسيق نيكولا ترتسي.


ترافق المعرض مواد مطبوعة باللغات العبرية، والعربية، والانجليزية، وجولات في المعرض في الانجليزية في 12 آذار، بالعربية في 5 اذار، وفي العبرية في 26 شباط و19 آذار. اضافة الى ذلك، ترافق المعرض برامج مختلفة كحلقة نقاش في 3 آذار، مختبر السبت للاطفال  بإرشاد عيدن بانيت في 5 آذار وحوار بين الفنانة وشلوميت باومان في 19 آذار.


يُقام معرض «ليؤورا كابلان: عن طبيعة الوجود المعقدة» بدعم من توماس روم. حصل المعرض على دعم إضافي من شون ليفيرس، ماري لويز فون ساكسن، مارك شيمل، يونا تساخ، وصالة العرض بريفمان في تل أبيب و هؤلاء الذين يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم؛ شكر خاص لإيريس ريفكيند بن تسور. صيغة العرض في CCA تل أبيب-يافا  نتيجة تعاون مع KMAC Museum في لويسفيل، كنتاكي، حيث ستعرض صيغة اضافية لاحقًا.


الصور


1

2021 ،Voice under all silences

الخشب، النحاس والخزف الإسرائيلي من مصانع كفر مناحم وكرنات، 177 × 54 × 28 سم

بإذن من الفنانة وصالة عرض برافرمان

تصوير: طال نيسيم


2-3

«ليؤورا كابلان: عن طبيعة الوجود المعقدة»، 2022
منظر المعرض في CCA تل ابيب-بافا
تصوير: طال نيسيم


4

2021 ،Aspects of Existence

الزجاج، النحاس والخزف الإسرائيلي من مصانع كفر مناحم وحرسا، 164 ×  73 ø سم

بإذن من الفنانة وصالة عرض برافرمان

تصوير: طال نيسيم


ليؤورا كابلان: عن طبيعة الوجود المعقدة

18 آذار، 2022

19 كانون الثاني، 2022

← شراء تذاكر
bottom of page